الحمد لله على نعمة الإسلام، والصلاة والسلام على نبي السلام والإسلام أما بعد:
هل صار الإسلام والانتساب إليه عيبا لدرجة أن بعض حثالة المجتمع، وزبالته.. . يتجرأ ويطلق لسانه الذي يستحق أن يقطع ويرمى للكلاب من بني جنسه.. . مع أنه عند سؤاله عن ديانته يقول بأنه مسلم.. .
هل نجح أعداء هذه الأمة في تشويه صورة هذا الدين العظيم؛ حتى أننا صرنا نسمع من بعض أبنائه من يقول:
الإسلاميون فيهم كذا.. .
اللوبي الديني فعل كذا.. .
اللوبي الديني الإسلامي سبب كذا وكذا.. .
وخذ من أمثال ذلك الكثير، طالت الألسن الخبيثة، واستطالت، ولم تجد من يقطعها، وفتحت الأفواه النتنة ولم تجد من يملؤها بالتراب؛ مع أن التراب الأصل فيه الطهارة، وأفواه أمثال هؤلاء تستحق أن تملأ بالنجاسات خابوا وخسروا.. .
الإسلام يا جهلة.. الإسلام يا أذناب.. الإسلام يا حثالة.. .
جاء لينقل الناس من الظلمات إلى النور.. .
الإسلام جاء دينا وسطا موافقا للفطر السليمة.. .
الإسلام جاء ليستمر.. رافعا أهله إلى القيادة والريادة والسمو.. .
الإسلام جاء كدين خاتم.. ولن يقبل الله تعالى من إي أنسان كان بعد ظهور هذا الدين غيره.. .
الإسلام جاء ليرسم لنا طريقا منيرًا؛ نصل معه برحمة الله تعالى إلى جنات عرضها السموات والأرض.. .
فلماذا كل هذا التحامل والتحايل الذي أراه في نفوسكم على هذا الدين؟
لماذا ترسلون سهامكم بالهمز واللمز لهذا الدين وأهله؟
أهي التبعية العمياء لليهود والنصارى؟
أم أنه حب الشهوات - الذي غرسه الشيطان في نفوسكم- والرغبة في الانهماك في الملذات المحرمة؟
أم أنه مرض ضياع الهوية الذي تعانون منه، مع ذلك الغزو الفكري المكثف من الخارج، وما صاحبه من فراغ فكري تعانون منه في الداخل؟؟
أم أنكم بعتم نفوسكم وكرامتكم بثمن بخس لأعدائكم.. لثقتكم بأن نفوسكم المريضة لا تستحق الكرامة والسمو.. .
لا أدري حقيقة.. . هل فقدتم عقولكم، أم أنها - أي عقولكم- تعرضت لعمليات برمجة، وغسل من قبل أعدائكم، ضاع معه كل خير كان كامنا في نفوسكم.. .
يجب أن نسعى عاجلا إلى تغيير المعادلة التالية:
غزو فكري خارجي + فراغ فكري داخلي + ترف = ضياع وانحراف وفقد هوية.. .
بحيث يتم تحويل أطرافها؛ لتتحول النتيجة فيها إلى بناء وارتقاء، بدلا من ضياع وانحراف.. .
لا بد من العودة للدين الصحيح وتطبيق تشريعاته.. .
لا بد من زرع حب هذا الدين في نفوس أبنائنا وبناتنا.. .
لا بد من دراسة تاريخ هذه الأمة الإسلامية بشكل مكثف، وباعث للعزة والفخار.. في نفوس أبنائها.. . مع البعد عن التزوير والتلفيق؛ الذي رسمه الاستعمار أثناء سيطرته وانتصاره.. ليهدم المجد الحقيقي، ويرسم صورة مشوهة كاذبة.. . ليعزز انتصاره؛ فالمنتصر إن لم يكن لديه أمانة ومبدأ، تلاعب مع انتصاره في الحقائق وغير الأمجاد.. .
لا بد من تعليم أبنائنا تأريخ هذه الأمة المجيد، وقص القصص المناسب منه عليهم بصورة تناسب سنهم وقدراتهم، بدلا من التفاهات التي تملأ بها رؤوسهم صباح مساء.. .
أسأل الله تعالى أن يردنا إليه ردًا جميلاً.. .
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة، ويذل فيه أهل المعصية، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر يا سميع الدعاء.. .
الكاتب: محمد بن علي الشيخي
المصدر: موقع عودة ودعوة